ندعوك لاستكشاف المبادرات التي يمكن أن تساعد في تشكيل جيل جديد من الشركات الإماراتية وخلق مستقبل رائع لصناعاتنا
نتوقع أن يلعب المجتمع العلمي في الإمارات العربية المتحدة دورًا رئيسيًا في دعم جهود التنمية الحكومية. للحفاظ على التنمية الداعمة لسعادة شعبنا وخلق مستقبل مشرق لأطفالنا ، نحتاج إلى التأكد من أن التقدم العلمي والتقني يدعم هذا الهدف. نحن بحاجة إلى احتضان أحدث التطورات في جميع أنحاء العالم وتوطين تلك المعرفة.
على أرض الإمارات عاش الأجداد، وبنوا صروحاً للأجيال القادمة، تاركين خلفهم آثاراً تعبر عن أمجادهم في بناء الحضارة الإنسانية، حضارة بنوها بعد أن واجهوا تحديات معيشية عديدة، وتحملوا بيئة منطقتنا الصعبة.
وعلى الرغم من أن مصادر الماء والغذاء في حينها محدودة، وسبل مكافحة الأوبئة كانت شبة معدومة، وأدوات التعليم كانت غير مفهومة، إلا أن أجدادنا وآبائنا كانوا أهل خبرة، ودلتهم خبراتهم وغريزتهم على أن الماء أساس الحياة، والغذاء أساس الصحة، والعلم أساس التقدم والازدهار، فرحلوا في الصحاري بحثاً عن الرزق ولقمة العيش، وعبروا البحار بحثاً عن حياة أفضل لأبنائهم ومجتمعاتهم.
أجدادنا تعايشوا مع هذه التحديات، وصارعوا الصعوبات، وجعلوا من منطقتنا موطناً لهم ولأبنائهم، ليأتي اتحاد دولة الإمارات، ولتصبح هذه التحديات أولويات لدولة الإمارات العربية المتحدة، وتصبح خبرات الآباء والأجداد مجتمع متكامل وجيل من العلماء وأصحاب المعرفة الذي ساهموا في دفع عجلة التنمية في الدولة ودعم قطاعاتها الحيوية.
واليوم وضعنا إطار لهذه الخبرات، حيث أطلقنا بقيادة أخي صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة حفظة الله، مئوية الإمارات 2071، والمستوحاة من رؤية أخي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلّحة، والتي تهدف إلى جعل دولة الإمارات أفضل دولة في العالم بحلول الذكرى المئوية لقيام الاتحاد.
وقمنا في مئوية الإمارات 2071 بتحديد أولويات وطنية تشمل قطاعات مختلفة، حيث يلعب قطاع العلوم المتقدمة بخبراته في الدولة دوراّ محورياّ في دعم تحقيق هذه الأولويات، وفي قصة نجاح الدولة في المرحلة المقبلة، فالعلوم وإنتاج المعرفة أحد أهم ركائز نهضة الأمم واستئناف الحضارة في منطقتنا وفي العالم أجمع.
وعلى الخبرات وأهل المعرفة في المجتمع العلمي في دولة الإمارات أن يلعبوا دوراً أساسيا في دعم جهود الدولة في تحقيق ما تنويه من تقدم وازدهار، فإذا أردنا ضمان التنمية المستدامة وسعادة شعبنا ومستقبل أبنائنا، وجب علينا ربط اقتصادنا بالتقدم العلمي والتقني وتوطينها، وذلك من خلال دعم قطاعاتنا الجوهرية الواعدة كقطاع الطيران والشحن والدعم اللوجستي، وعلى المجتمع العلمي في الدولة إيجاد حلول ومبادرات علمية تسهم في تأسيس شركات أو صناعات إماراتية، وتساهم بطريقة مباشرة في جعل دولة الإمارات الأولى عالمياً في هذه القطاعات.
كما على المجتمع العلمي المشاركة في تحقيق المزيد من الأمن والاستدامة في الدولة، وذلك من خلال إيجاد حلول لبدء مبادرات بحثية وتطويرية علمية في مجال الأمن الغذائي والمائي، وأمن المعلومات، بالإضافة إلى الطاقة البديلة، والتي تساهم على المدى البعيد في تطوير مبادرات واستراتيجيات وتكنولوجيا إماراتية في هذا المجال.
ولا ننسى في هذا الصدد جودة الحياة وإنتاجية الدولة، حيث نهدف إلى جعل دولة الإمارات أحد أعلى دول العالم في مؤشرات الصحة العامة من خلال سياسات الرعاية الصحية المبنية على مبادرات ودراسات علمية قائمة في الدولة، ومختصة بشعب دولة الإمارات.
المسؤولية عليكم كبيرة، والهدف تفعيل دور دبلوماسية العلوم في الدولة من خلال تعزيز التعاون الدولي ودعم التقارب والتسامح بين الشعوب، وبالتالي رفع مكانة الدولة بين المجتمع العلمي العالمي لنصبح من الدول الرائدة في المشاركات والإسهامات العلمية، الأمر الذين يحتم علينا التواصل والتشاور والعمل كمجتمع علمي مع جميع الجهات المعنية بالدولة لتقديم أجندة واضحة وقابلة للتطبيق، وبما يدعم تحقيق مئوية الإمارات 2071، ويساهم في نفس الوقت في إنتاج معرفة إماراتية تخدم الإنسانية، وتدعم التقدم المعرفي والاقتصادي والصناعي في الدولة والعالم من حولنا.
يهدف المجلس من خلال تمثيله للمجتمع العلمي على المستوى الوطني إلى خلق بيئة محفزة على الإبتكار والبحث العلمي في الدولة ورفع تأثير البحث العلمي من خلال تمثيل المجتمع العلمي على المستوى الوطني وفي المحافل والمنظمات الدولية المعنية بالمجتمع العلمي، و بناء واستقطاب جيل من العلماء في مختلف المجالات العلمية، وتحفيز التعاون بين المؤسسات البحثية في جميع القطاعات (الحكومية والخاصة والتعليم العالي)
خبراء ومختصون في مجالاتهم لدعم الحكومة وتقديم المشورة لها في مجالات الصحة والعلوم الطبية و العلوم الطبيعية و الهندسة والتكنولوجيا.